الولع بالطعام ومعرفة مصدره

استمددت حبي للمكونات الجيدة والعسل الخام النقي من نشأتي وسط عائلة محبة للطعام. فقد نشأت مع ثمانية إخوة وأمي وأبي الذين كانا يعدا لنا الوجبات اللذيذة المستوحاة من جذورنا وجيراننا الذين عاشوا وكبروا في مدينة شفيلد شمال إنجلترا. وتتمثل وجبتي المفضلة في العشاء المشوي الذي يتكون من اللحم والمقبلات كالبطاطا المهروسة والمقطعة والمخبوزة. يمكنك مشاهدة الفيديو الذي سجلته أثناء إعداد حلوى بنت الصحن مع أمي أثناء زيارة منزل العائلة في المنشور السابق.

يمكنك تخيل وقت التجمع على مائدة الطعام، فقد كان حافلاً وصاخباً. إنني أؤمن أن الطعام أحد مصادر السعادة لأنه يجمعنا معاً ويدعونا لتبادل الأحاديث الشيقة. من كان يدري أن عملي سيتعلق بالطعام ويقدم لي كل ما أحبه! أسست بلقيسبدافع تحقيق رغبتي الشديدة وتطلعي إلى تذوق أشهى أنواع العسل في العالم. لم أتمكن من الحصول على هذا المشروب الذهبي بصفة مستمرة بالإضافة إلى عدم توفره كسلعة تباع في مراكز التسوق، لذا قررت تغيير وظيفتي والسير خلف شغفي. ساعدتني هذه التجربة على العودة إلى جذوري اليمنية والعمل مع شيوخ القبائل الذين ساعدوني في إنشاء المؤسسة الخاصة بي التي تورد إلى الشركة عسل شجرة السدر المباركة بالإضافة إلى العديد من أنواع العسل اليمني الرائع. اكتشفت هذا العسل الشهي والنقي والخام والذي تتعدد مميزاته منذ رحلتي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقت تأسيس الشركة منذ أكثر من 7 أعوام، حيث نحتفل الآن على مرور خمسة أعوام على إطلاق الشركة لبيع منتجات العسل في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبجانب رحلتي الاستكشافية حول العالم بحثاً عن العسل الخام، أحب المشاركة في التجمعات خصوصاً حول طاولة الطعام الشهي لأن هذا يذكرني بأيام الطفولة التي أمضيتها في مدينة شفيلد حيث اعتدت على الاستمتاع بموائد الطعام مع عائلتي، فأنا أؤمن أن الطعام مصدر إلهام لتبادل الحديث والحوارات. فعندما تهتم بالطعام ستقدر المجهود وراء هذا الطعام المقدم إليك كما ستشعر بالامتنان لكل يد عملت بجد لإنتاج هذا الطعام. أعلم أن هذا مجال عملي ولكن لا فائدة للعمل بدون كسب الأشخاص.

سافرت إلى جنوب أفريقيا لاستكشاف العسل هناك وأعجبت كثيراً بمذاق العسل بكريمة المانجو. وأعجبت كثيراً بدور جنوب أفريقيا في منع استخدام المضادات الحيوية في عملية تربية النحل بالإضافة إلى تنوع الحياة الطبيعية في مدينة كيب وتوفير مملكة من الزهور تجذب النحل.

وهنا العديد من القصص من جنوب أفريقيا وشبه جزيرة كيب حيث يشارك مالكي العسل الخام أسباب شغفهم بالعمل في مجال تجارة العسل.

كمية وفيرة من عسل أوكالبتوس الخام وعسل فينبوس من إنتاج "براذر بيز

أسس جريج شركة "براذر بيز في مدينة كيب تاون مع شريكه وصديقه ميكي عام 2011 الذي وصفه بأنه "شقيق رغم اختلاف الدم" ومن هنا تم اختيار اسم الشركة. وقد كان جريج يبحث عن مهنة أخرى بعد التوقف عن احتراف التزلج الشراعي على الماء. بدأ المشروع بعقد شراكة مع أصدقاء مزارعين لبدء العمل في المناحل واستمتعا كثيراً بهذا العمل. وبعد عدة أعوام امتد عملهما ليشمل جني العسل وتوزيعه بالإضافة إلى تطوير التقنيات واستحداث أساليب جديدة مثل استخراج العسل باستخدام أنبوب أو أكياس. وقد تذوقت بعض أنواع العسل المركبة كما في الصورة أعلاه والتي قد خضعت لاختبار عامل مانوكا المميز في نيوزيلندا وتم تنقية هذا العسل بعد مروره بستة مستويات. ورغم عدم اعتماد هذا العسل إلا أنه يحمل بعض الخصائص المضادة للبكتريا كما أنه يحمل الكثير من مذاق عسل المانوكا و خصائصه.

يتم استخدام صمغ النحل داخل ورش عمل تعليمية في مصنع كيب لإنتاج العسل

يعد مصنع كيب لإنتاج العسل والذي يقع في مدينة ستيلينبوش تحت إدارة نيلسون وزوجته مكاناً مخصصاً لتربية النحل الخاص بهم، ويضم أيضاً مطعماً ومساحة لإقامة ورش العمل التعليمية للأطفال والسائحين. يعد نيلسون من الجيل الثاني من مربي النحل ويدير مجموعة "كيو لعسل النحل" مع أشقائه. كما يمتلكون نحل العسل الذي يقوم بتلقيح أشجار الفاكهة مثل التفاح والخوخ والكمثرى، والتي تساعد في إنتاج عسل طبيعي شهي. كما أنهم شركاء جمعية "ويست كيب بي". وذكر ويلسون الذي عمل هو وزوجته في وقت سابق كضباط شرطة، أن هذا العمل يستحق الكثير وأنه لا يعمل فقط لأنه يحب النحل والطبيعة ولكنه يستمتع بإحداث تغيير إيجابي. وذكر أيضاً أنه يستمتع أثناء عملية التلقيح والمساعدة في توفير الغذاء المستدام والحفاظ على أعداد النحل من التناقص. وأضاف قائلاً: "أود المساهمة في إحداث تغيير إيجابي لبلدي وتجارة النحل". وأوضح أن إنتاجية جنوب أفريقيا من العسل منخفضة مقارنةً بالولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، حيث يتم إنتاج حوالي 2000 طن من العسل في كيب الغربية وما يقارب من 22 نوعاً مختلفاً من العسل بالإضافة إلى حجم إنتاج يتراوح من 3.5 إلى 4.5 طن في باقي أنحاء الدولة. ويواجه مربي النحل العديد من المشكلات نتيجة للحرائق وتناقص أعداد النحل بالإضافة إلى الأمراض التي تهدد مصدر رزقهم. لذا يرى نيلسون أن مربي النحل ذوي الخبرة الواسعة فقط هم من يحققوا الاستمرارية في هذا المجال.

وقد اقتبس مقولة ألبرت أينشتاين التي وردت في منشور الاتحاد الوطني الفرنسي لتربية النحل أنه "إذا اختفى نحل العسل من على وجه الأرض فلن يبقى أمام الإنسان سوى خمس سنوات ليعيش. لا نحل إذن لا تلقيح إذن لا إنسان".

للاطّلاع على المزيد حول قصص مربي النحل في مدينة كيب، يُرجي قراءة المنشورات السابقة:

Riath