زراعة الأعشاب لمساعدة النحل. الحديقة الطبية لمربية النحل الأسترالية

A field of yellow mustard plants that attract bees

نحن الآن في بداية فصل الربيع في نيو ساوث ويلز بأستراليا، وهو التوقيت الذي تنشغل فيه المزارعة ومربية النحل غابرييل مورلي بعملها، حيث تقوم برعاية نحلها ومزرعتها للتأكد من سريان الأمور وفق المعايير الصحية. كانت آخر زيارتي لغابرييل في شهر مارس، لذا أعتقد أنه بإمكاني الدخول لاستكشاف ما يحدث الآن في شهر أغسطس.

تقول غابرييل: "تنمو العديد من أنواع النباتات في هذا الوقت من العام. هناك حقل ينمو فيه نبات الحنطة السوداء الذي يحفظ النحل في حالة مثالية خلال فصل الشتاء وبذلك تبقى صناديق تربية النحل في حالة من القوة والصحة. وتزدهر لدينا الآن أعشاب العسل الخام. وعلى عكس بقية مربي النحل الآخرين، نحن لا نطعم النحل السكر، بينما يتغذى النحل على محصول الخردل لدينا وهذا يساعده في البقاء على قيد الحياة حتى فصل الشتاء، ويزدهر في الوقت الحالي نبات الصمغ الأسترالي أو الكرمة تينية الأوراق، كما تبدأ براعم النخيل في الظهور، حيث تبدأ الفصائل الذكورية في توفير كمية كبيرة من حبوب اللقاح للنحل. يبدو شكل نبات الصبغة الصفراء البرية رائعاً حيث يوفر للنحل الكثير من حبوب اللقاح التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتينات والليبيدات، وذلك فضلاً عن إبقائه بصحة جيدة".

بدأت غابرييل العمل مع النحل قبل ثلاث سنوات بعدما أدركت الفوائد الرائعة التي تجنيها كمزارعة. زرعت غابرييل نخيل التمر في مزرعتها واستفادت من تلقيح النحل للنباتات. وقد استغرقت غابرييل وقتاً في البحث والتخطيط والزراعة والإنبات حتى توصلت إلى إنشاء أجمل المناحل. وتهدف من خلال رعايتها واهتمامها بأدق التفاصيل إلى العناية بصحة النحل بالإضافة إلى توفير مأوى للملقحات ذات الألوان المتنوعة تملئه الأعشاب الطبية والزهور. تطلق غابرييل على النحل اسم "صيدلية الطبيعة الصغرى" نظراً لأن النحل يتغذى على الأعشاب والنباتات الطبية. تنتقل تلك الخواص المفيدة من النبات إلى العسل الخام ومن ثم إلى المستهلك.

A field of Buckwheat Winter Crop to help honey bees

Buckwheat Winter Crop

A yellow Pultinai Velosa against a blue sky - a plant loved by bees

Pultinai Velosa

3 النباتات الطبية التي يحب النحل جمع الرحيق منها

الزوفا العملاقة من الفصيلة الشفوية ( أغستاش شمري) يزدهر نبات الزوفا العملاقة وهو الآن في كامل تزهره. فهو معروف بفوائده للقلب حيث استخدمه الأمريكيون كعشب علاجي لمئات السنين. يحتوي هذا النبات على زهور اللافندر الزرقاء الصغيرة وقد تخطئ فتظنه جزءاً من نبات اليانسون نظراً لأن رائحته وطعمه يشبهان نبات اليانسون، لكنه في الواقع ينتمي إلى الفصيلة الشفوية. يرى محبو الأعشاب أنه عشب يتعلق بالطهي، حيث يستخدمون أوراقه طازجة أو مجففة في صنع الشاي ورش أزهاره اليانعة فوق سلطة الفواكه. يحب النحل والفراشات وطائر الطنان ياقوتي الحنجرة هذه الأزهار، وكذلك محبو الأعشاب بعدما تستعيد البراعم رائحتها ولونها بعد أن تجف.

ويرى البارعون من أصحاب البساتين أن العناية بهذا النبات ليس بالأمر الصعب حيث ينمو ويزدهر في الشمس والتربة جيدة التصريف، وهذا أمر رائع ومبشر لأصحاب المزارع الجافة. وتوفر الزراعة الكثيفة الرحيق وحبوب اللقاح للنحل مع محتوى سكري طبيعي تزيد نسبته عن 40% من العسل الخام.

تعد الزوفا العملاقة من النباتات المعمرة المعروفة بفوائدها العشبية الكبيرة، حيث يمكن استخدامه كشراب لعلاج مشاكل الهضم، كما أن خواصه المضادة للبكتيريا والالتهابات تُفيد في علاج نزلات البرد والاحتقان وتقوي القلب وتساعد في علاج الحروق.

كولامون( التفاح الوردي)

تمد هذه الأنواع المحمية النادرة المزرعة برحيق رائع في هذا الوقت من العام. تعد شجرة الكولامون أو التفاح الوردي أو المعروفة كذلك بأسماء مثل ‘durobby’ و ‘robby’شجرة غابات مطيرة محلية شبه استوائية من الفصيلة السيزية تنمو في نيو ساوث ويلز وحتى حدود ولاية كوينزلاند، وهي شجرة وارفة الظلال قد يصل طولها إلى 40 متراً، وأوراقها غريبة بالنسبة لشجر الآس الموجود في ولاية نيو ساوث ويلز من حيث الحجم الكبير والسمك والثقل، حيث يتراوح طوله بين 8 و20 سم مع طرف مدبب في أعلاه ولون قرمزي ساحر يجذب حشرات النحل. تحتوي النبتة على خصائص مضادة للميكروبات، وهي غنية بالزيوت العطرية المفيدة لعلاج مشكلات الجلد وتقرحاته. وُيطلق عليها أحياناً اسم "شجر البطيخ" نظراً لألوان زهورها التي تنمو كلياً داخل الجزء العلوي من كل فرع. وتنبت في الخريف الثمار البيضاء الكبيرة لتستقبل طوال هذا الفصل أسراب الطيور والنحل وغيرها من آكلي الفاكهة.

نبات الخلنج المكسيكي "الخثرية"( (Cuphea Hyssopifolia)

تظل هذه الشجرة ذات الأوراق الخضراء الصغيرة والجمال الخلاب والزهور البنفسجية الصغيرة في كامل ازدهارها معظم شهور السنة، وهي رائعة بسبب حدود نموها المنخفض من الجانب الصخري حيث تنمو بطول 45× وعرض 45 سم، مما يجعلها مناسبة تماماً لحديقة الأعشاب ونحل غابرييل

يعتبر نبات الخلنج المكسيكي الذي يعرف بعدة أسماء منها cuphea hyssopifolia و false heather, و Hawaiian heather و elfin herb شجرة صغيرة دائمة الخضرة موطنها الأصلي المكسيك وجواتيمالا والهندوراس. أصبحت الفصيلة متوفرة في هاواي حيث اعتبرت عشباً خطيراً هناك. ثم أصبحت تزرع وتكيفت داخل الحديقة. وقد حصلت النبتة على جائزة جمعية البستنة الملكية للحدائق في المملكة المتحدة عام 2017.

شرحت لنا غابرييل كيف أن هناك الكثير من الأبحاث التي أجريت على هذا النبات لاحتمالية وجود خواص مضادة للأورام واللوكيميا ومكافحة السرطان. ونشرت دورية PubMed أن معهد الدراسات العليا للعلوم الصيدلانية، بكلية الطب في تايبيه، تايوان، نص في بحثه على أن:

Pink flowers of the Coolamon plant for bees to make honey

Coolamon plant

Where to taste Gabrielle Morley's raw honey in the UAE

يمكنك تذوق العسل الخام من حديقة غابرييل للأعشاب الطبية قريباً. إنه الآن في طريقه من أستراليا إلى بلقيس.

إنه مزيج الشهي - يجمع بين العسل ونبات الزوفا العملاقة أو المانوكا للحصول على خصائص علاجية قوية مع نكهة اليانسون التي تعطي مذاقاً لذيذاً.

الفلافونويد – يجمع هذا المزيج بين نبات الخلنج المكسيكي ولقاح النخيل ونبات الزوفا العملاقة ليشكل تركيبة ثلاثية علاجية رائعة ذات خصائص طبية داخل العسل الخام اللذيذ.

كل الشكر لغابرييل على مشاركتها لنا أفكارها الملهمة الرائعة. يمكنك زراعة الأعشاب الطبية الخاصة بك في حديقتك أو في شرفة منزلك أيضاً. ويمكنك التحدث إلى ممثل الحدائق المحلية لمعرفة ما يناسب من النباتات لزراعته في بيئتك. وبهذه الطريقة، ستستمتع برؤية الألوان والخضرة وتحصل على الفوائد الصحية التي توفرها هذه النباتات بجانب جذبها للنحل والفراشات وبعض الطيور للتلقيح، مما يعني كونها حديقة ملائمة من الناحية الصحية. وسيكون هذا مفيداً لصحتك أيضاً.

Orange Ficafolia a plant that bees love

Orange Ficafolia a plant that bees love

موضوعات أخرى قد تهمك

Riath