تُعد كل من كلمتي "خام" و"عضوي" من بين الكلمات المشوشة المتداولة على ألسنة العديد من منتجي العسل ومستخدميه في وقتنا الحالي. لذلك، قد تكون محاولة تناول الغذاء الجيد واختيار البدائل الصحية أمراً محيراً عند محاولة فهم ما هو جيد حقاً بالنسبة لنا. وبالتالي، لنستكشف الفرق بين كل من العسل الخام والعسل العضوي وما هي فوائد كل منهما.
يُقصد بالعسل الخام هو ذلك الذي لم تتخطى درجة حرارته درجة البسترة. كما تكون درجة حرارة الخلية 95 فهرنهايت تقريباً، مما يسمح للعسل الخام بالحفاظ على درجة حرارته الطبيعية وخصائصه الغذائية. وبالتالي، يحتفظ العسل بما فيه من إنزيمات نشيطة وحيوية. ولا يسمح ببسترة أو معالجة العسل المصنف على أنه عسل خام. وبالنسبة لقوام العسل، فإذا كان قاتماً ومتكتلاً، فاعلم أن هذا النوع مستخرج من حبوب لقاح الخلية وأقراص العسل وشمع العسل حتى أنك قد تجد بعض فتات النحل فيه. فلا يجعلك ذلك تنزعج منه، بل أن ذلك النوع يحتوي على فوائد تفوق التي توجد بالخلية. فقط كن حذراً عند شرائك عبوات العسل المكتوب عليها "طبيعي" أو "نقي" من المتاجر، فلا يعني ذلك دائماً أنه عسل خام، حيث يضاف إليه أحياناً السكر والماء والنكهات.
بخلاف العسل الخام الذي يمكن التعرف عليه من خلال درجة الحرارة التي تتعرض لها الخلية وقوامه، أهم ما يتميز به العسل العضوي هو الزهور التي يجمع منها النحل رحيقه وهي خالية من المواد الكيميائية. فبشكل عام، يجب على مربي النحل التأكد من عدم رش الزهور الموجودة في نطاق 3 إلى 5 أميال من الخلية من أجل الحصول على منتج عضوي. وتكمن المشكلة في أن بعض النحل قد يطير إلى أبعد من ذلك، لذا من الصعب على مربي النحل ضمان أن يكون العسل عضوياً تماماً
(المصدر: ساينتفك أمريكان)
وفقاً لما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية، شهدت أعداد النحل في المملكة المتحدة انخفاضاً ملحوظاً. ويرجع ذلك جزئياً إلى Varroa mite,مرض الفاروا المدمر، وتغير المناخ، واستخدام المبيدات الكيميائية. وقد قُدرت المسافة التي يحلق خلالها النحل بحثاً عن الغذاء بما يعادل 12 كم. وبالتالي، من أجل الحصول على الختم الخاص بالعسل العضوي، على مربي النحل إثبات أن غذاء نحله يقتصر على الغذاء العضوي فقط، وهو بالفعل أمر صعب، بل يستحيل حدوثه في أغلب الأماكن.
وحتى يحصل العسل على الختم العضوي، على مصنعي العسل استيفاء مجموعة من المعايير والشروط العضوية أثناء عملية إنتاج العسل والتي يتم وضعها بمعرفة an هيئة تصديق الزراعة العضوية). وتشتمل هذه المجموعة من المعايير على كل من مصدر الرحيق، ونحل العسل ، وأماكن الطعام، وإدارة النحل، وعملية استخراج العسل، والتنقل، وضبط درجة الحرارة، ومواد التعبئة والتغليف. وتختلف متطلبات إصدار الشهادات من بلد إلى آخر، حيث يكون بعضها أقل صرامة من غيرها. وقد يكون التعامل مع المعايير المختلفة للعسل العضوي المأخوذ من مصادر مختلفة أمراً محيراً، مما يدعوا للشك في مدى مصداقية بعض أنواع العسل التي تمت تعبئتها وختمها كعسل عضوي. علاوة على ذلك، لا توجد قاعدة محددة تنص على منع تعقيم أو معالجة العسل العضوي، مما يعني أنه قد يكون عضوياً ولكنه في ذات الوقت خالياً من جميع العناصر الغذائية والصحية في حال تعرضه للحرارة أو المعالجة.
بالنسبة لي، يُعد الحفاظ على فوائد العناصر الغذائية والصحية وضمان وجودها في العسل الخام بجانب شراءه من بيئات "نظيفة" من بين الأمور الأكثر أهمية ومنطقية، مما يدفعني دائماً إلى البحث في الأماكن النائية والتعرف على مربي النحل وممارساتهم، بما في ذلك جمعية مربي النحل التي أعمل معها في جنوب اليمن. وتقوم هذه الجمعية بجمع العسل بطريقة طبيعية حيث تحصل على أنقى أنواع العسل،, مثل عسل السدر الدوعني اليمني الخام وتصدره إلى شركة بلقيس. ويتغذى النحل على الرحيق الموجود في شجر السدر الذي ينمو على جبال وادي دوعن النائية في منطقة حضر موت. وينطبق الشيء ذاته علىعسل كاتاي الخام حيث يحصل النحل على الرحيق من زهور الكاتاي التي تنمو في الأراضي الرطبة وسط نهر بارانا في الأرجنتين. فهذا العسل نادر للغاية ولا يمكن لمربي النحل الوصول إلى الخلايا إلا عن طريق القوارب وفي أوقات معينة من السنة. إضافة إلى ذلك، لا توجد أي مصادر تلويث الزهور، كما يولي مربو النحل الكثير من العناية أثناء ممارساتهم ويعتزون بذلك حيث يمثل احترام حياة النحل أمراً بالغ الأهمية في هذه العملية العضوية الطبيعية.
هل تعلم أن إنتاج ملعقة صغيرة من العسل يستغرق حياة 12 نحلة؟
تطلب جمعية أصدقاء الأرض في المملكة المتحدة من المستهلك أن يراعي أمر معالجة النحل والتأكد من أنه يأتي من نظم بيئية صحية. وبالتالي، يعني ذلك دعم مربي النحل الذين يرعون خلاياهم ويتبعون أفضل الممارسات حتى ولو لم تكن جميعها عضوية. وتضع جمعية مربي النحل التعاونية، التي تنادي بالتربية الطبيعية للنحل، المنتجين الأصليين أولاً، أي النحل قبل المستهلك. فذلك أمر ضروري للغاية، فأنا أهتم كثيراً بعملائي وتلبية احتياجاتهم ومطالبهم، ولكني أيضاً على دراية جيدة بأفضل الممارسات وأعلم أن النحل السعيد دائماً يوفر منتجاً أفضل. ونظراً لأن النحل يمثل المصدر الرئيسي للملقحات بالنسبة لنا، فنحن بحاجة إلى حمايته، مما يعني الحد من استخدام المواد الكيميائية والاستهلاك المفرط الذي يلحق الضرر بخلايا النحل دون ترك أي شيء للنحل، مما سيساعدنا على حماية أنفسنا بشكل طبيعي من الأمراض. وقد تؤدي تربية النحل الصناعية إلى الكثير من الأذى، أياً كان نوع العسل.
هناك أمر ضروري على المستهلكين القيام به وهو البحث بأنفسهم وطرح الأسئلة حول مصادر الطعام. وعندما يتعلق الأمر بالعسل الخام والعسل العضوي، فقط سل نفسك ما هو الخيار الأفضل للصحة وما هو مصدره حتى تتأكد أنه قادم من مناحل صغيرة، وتجنب الشركات الكبيرة التي تنتج كميات كبيرة.
والآن ما رأيكم؟ اسمحوا لي بالاطلاع على أفكاركم ومشاركتكم تجاربكم مع عسل النحل.
قد تعجبكم أيضاً المنشورات التالية:
واشترك للحصول على العروض والوصفات الحصرية وأحدث الأخبار عن العسل الخام.