هل ترغب في أن ترسخ عادات الغذاء الصحية لدى أطفالك؟ تتبادر إلى الذهن الكثير من التساؤلات حول إعطاء الطفل العسل الخام من عدمه. إليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند اتخاذك لمثل هذه القرارات.
بالنظر للماضي وتتبع الثقافات، سنكتشف الكثير من التقاليد المتبعة في تقديم العسل الخام إلى الأطفال الرضع عقب ولادتهم. وذكر بي ويلسون في كتابه الخلية: قصتنا مع نحل العسل أن العسل كان يُعطى للأطفال ليمدهم بالطاقة. وكان الألمان يعتقدون بأن مسح شفاه الطفل ببعض من العسل هو ما يبقيه بصحة جيدة. وخلال فترة الكساد الكبير الذي حدث في الولايات المتحدة، كان مسؤولو الصحة العامة يستخدمون العسل ويقدمونه يومياً للأطفال كعلاج لهم من سوء التغذية. وكان استخدام الدواء المكون من العسل العشبي والذي عرف باسم ghutti تقليداً متبعاً بين المجتمعات الآسيوية.
كان هذا هو السائد في ذلك الوقت، ولكن أصبح العسل منذ عام 1978 مصدر قلق للأطفال حين تم تشخيص بعض الأطفال لأول مرة بمتلازمة شديدة الندرة عرفت باسم التسمم الوشيقي لدى الأطفال المرضى عندما عُثر على آثار من الجراثيم الوشيقية في كاليفورنيا. ورغم أضرار متلازمة التسمم الوشيقي لدى الأطفال أو المطثية الوشيقية، إلا أنها تزال أقل حدة وندرة مقارنة بالبالغين؛ ففي المملكة المتحدة، بلغ عدد الأطفال المصابين بهذا المرض 11 حالة فقط خلال الثلاثين عاماً الماضية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا ينبغي إعطاء العسل للرضع دون سن 12 شهراً أو إضافته إلى الطعام أو الماء أو الغذاء البديل للحليب. وينطبق الأمر ذاته على العسل المعلب والأطعمة المعالَجة. وعندما يبلغ الرضيع عامه الأول، يصبح جهازه الهضمي مستعداً للقضاء على أيّة جراثيم وشيقية.
لا تشكل الجراثيم خطراً في حد ذاتها لأنها تكون في حالة خاملة وغير نشطة. وفيما يتعلق بالبالغين، لا تعيش الجراثيم في الوسط الحمضي للمعدة وفي وجود الكائنات النافعة التي تقضى عليها. ولا يحدث هذا لدى الرضع بسبب النظام الهضمي غير المكتمل والمستعد لهضم حليب الأم فقط.
قد تنمو الجراثيم داخل معدة الرضيع وتتحول إلى بكتيريا، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين سموم تؤدي إلى حالة التسمم الوشيقي. وتنتشر البكتيريا المطثية بكثرة في بيئاتنا مع حالات قليلة جداً من التسمم الوشيقي قد تتعلق بالعسل.
يعتبر الرضع في عمر 6 أشهر هم أكثر من يتعرضون إلى خطر الإصابة بالتسمم الوشيقي.
وتبدو كمية الجراثيم الوشيقية في العسل الخام ضئيلة للغاية ويعتبر الجهاز الهضمي قوي بما يكفي للتكيف معها. عند بلوع الطفل عامه الأول وما بعده، تصبح أمعائه مستعدة لاستقبال هذا التوازن من الحمضيات التي تساعد على تدمير ومكافحة أي أي سموم تنتجها بكتيريا التسمم الوشيقي.
عندما يبلغ الطفل عامه الأول ويصبح قادراً على تناول العسل الخام اللذيذ، لا تفرط في إعطائه كميات مناسبة. ولا تنس أن العسل الخام هو أحد المُحلّيات التي يمكنها أن تؤثر على نمو الأسنان
إذا انتابتك حالة من الشك في هذا الأمر، يمكنك استشارة طبيب الأطفال قبل إدخال العسل إلى نظام طفلك الغذائي.
نحن جميعاً معرضون للإصابة بالجراثيم التي تؤدي إلى التسمم الوشيقي والمنتشرة في التربة والأتربة وغيرها من البيئات الطبيعية كالبرك والرواسب النهرية. يمكن أن تحدث مشكلة نادرة للنبيت الجرثومي المعوي بما يسمح للجراثيم بالنمو وإنتاج السموم. وفي معظم حالات التسمم الوشيقي لدى الأطفال، يكون مصدر الجراثيم غير معروف على الإطلاق وقد يتمثل السبب وراء المشكلة في ابتلاع هذه الجراثيم من البيئة. فقد ثبت أن العسل مصدراً للجراثيم ولهذا يفضل تجنبه حتى يصبح الجهاز الهضمي للطفل قوياً بما يكفي لمكافحتها. ومع ذلك، قد تحتوي المُحليات السائلة الأخرى كالعسل الأسود وشراب الذرة على يعض الأخطار التي قد تؤدي إلى التسمم الوشيقي.
هل العسل التجاري آمن للرضع مقارنة بالعسل الخام؟ يتعرض العسل التجاري للمعالجة الحرارية التي تعرف باسم البسترة الضوئية التي غالباً ما تمر بمرشحات دقيقة. ورغم أن هذه العملية تقتل الكثير من العناصر الطبيعية الموجودة في العسل إلا أن ذلك لا يتم لأغراض صحية ولكن للحصول على قوام أكثر نعومة للعسل ومنعه من التبلور. لا تساعد هذه العملية في قتل أي من الجراثيم الوشيقية، لذا يعتبر العسل التجاري والخام سواء في هذا الأمر. بل وتؤدي هذه العملية فضلاً عن ذلك إلى إزالة العناصر الغذائية المفيدة كحبوب اللقاح والإنزيمات ومضادات الأكسدة التي تظل محفوظة في العسل الخام.
رغم النصائح التي تقدم حول عدم إدخال العسل الخام إلى غذاء الرضع، إلا أن البالغين بمأمن من الإصابة بالتسمم الوشيقي عند تناول العسل الخام، حتى أثناء فترة الحمل بالنسبة للسيدات. وكما ذكرنا سابقاً، يتعرض العسل التجاري للبسترة من أجل الحصول على قوام وكثافة أفضل، إلا أن هذه البسترة ليست كبسترة منتجات الألبان، فالعسل الخام غير المبستر ليس عرضة لحمل بكتيريا الليستريا.
يتعرض السكر الأبيض للمعالجة الشديدة وهو المنتج النهائي لقصب السكر بعد نزع جميع العناصر الغذائية منه، ويعد الآن من بين المكونات الثلاث الأولى المستخدمة في جميع الأطعمة المعلبة. إذا رأيت أي طفل يتناول السكر، ستلاحظ عليه تقلبات في المزاج ومستويات الطاقة. ومع تزايد المخاوف من سمنة الأطفال، يمكن أن يستخدم العسل الخام كبديل للسكر. فحلاوة العسل تفوق حلاوة السكر، لذا سيكون استهلاكه أقل، ولكن يرجى الانتباه للكميات المستهلكة نظراً لسعراته الحرارية العالية.
لا تزال الأبحاث جارية في هذا المجال، إلا أن بعض من يعانون من الحساسية يقولون أن تناول ملعقة من العسل الخام يومياً ساعدت على تقليل أعراض الحساسية لديهم- تماماً كما تعمل حقن الحساسية. وفي الوقت الحاضر، ليس هناك دليل علمي على أن تناول العسل الخام المحلي سيحسن من الحساسية الموسمية، فهو مجرد وصف لحالات فردية. كما يشير البعض أيضاً إلى أنه من الأفضل تجربة حبوب اللقاح وحدها. فإذا كان طفلك يعاني من الحساسية، يمكنك أولاً استشارة الطبيب وتجربة كمية صغيرة لاختبار مدى استجابة الجسم.
تأكد دائماً من أن العسل الذي تعطيه لطفلك هو عسل خام غير معالج بالحرارة والمرشحات التي تفسد قيمته الغذائية. وبهذه الطريقة، يمكنك الحفاظ على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الموجودة فيه.
يعتبر الطهي بصحبة الأطفال واستكشافهم للمكونات طريقة رائعة لكل من الطفل والأبوين لقضاء وقت ممتع معاً، حيث تساعد أنشطة إعداد الطعام والخبز والطهي على تنمية المهارات الحركية لطفلك في المطبخ كما تخلق روابط إيجابية مع الطعام الصحي اللذيذ.
هل تستخدم العسل الخام في غذاء طفلك؟
منشورات أخرى يمكنك الاطلاع عليها
واشترك للحصول على العروض والوصفات الحصرية وأحدث الأخبار عن العسل الخام.