الإجابة باختصار لا. لكنني سأوضح لكم السبب وراء عدم ضرورة تناول عسل المانوكا، الذي يشاد به كملك العسل وذو الخصائص الطبية الهائلة والمذاق الرائع، في حالته الخام. كما سأتحدث بوضوح عن فوائد العسل الخام حتى تتجلى لنا الاختلافات بين العسل الجيد والسيء.
"تكمن قيمتنا الحقيقية فيما نملك من معرفة. فنحن دائماً نسعى إلى الوصول إلى هناك، فحالنا حال الحشرات المجنحة، نسعى للحصول على غذاء عقولنا." فريدريش نيتشه
يُعرف العسل الخام بأنه العسل المعد من أي نوع من أنواع الزهور أو النباتات طالما لا يزال على حالته الطبيعية، سواء داخل خلية النحل، أو خلال استخراجه، أو مناولته، أو تصفيته دون تعرضه لأي حرارة. ويحفظ العسل الخام في نفس درجة حرارة الخلية أو أقل منها حتى يحتفظ بخصائصه الغذائية والعلاجية لأنه سيفقد هذه الخصائص إذا تمت بسترته. وبالتالي، يتلخص تعريف العسل الخام في أنه العسل المستخلص من أي نوع من الزهور أو النباتات، بما في ذلك زهرة المانوكا في حالتها الخام.
وتتميز جميع أنواع العسل الخام باستخداماتها المتعددة؛ فهو يعالج السعال والبرد ومشاكل الجهاز الهضمي وضبط معدل السكر في الدم وتجنب الإصابة بأي نوع من أنواع الحساسية. كما أنه غني بخصائص مضادة للبكتريا والفطريات التي تعزز صحتنا، إلى جانب مذاقه الرائع.
يُعد العسل الخام غنياً بالمعادن النادرة، والإنزيمات العضوية، ومضادات الأكسدة، فضلاً عن احتوائه على العناصر الغذائية مثل فيتامين ب وفيتامين ج والمغنيسيوم. كما أنه يحتوي على عناصر البريبيوتكس والبروبيوتكس ومجموعة من مركبات الفلافونويد وأحماض الفينول التي تعمل كمضادات للأكسدة. ولهذا السبب يُعد العسل الخام مفعماً بالفوائد الصحية. كما تحتوي جميع أنواع العسل الخام، بما في ذلك المانوكا، على مركبات مستخلصة من النحل مثل الببتيد وتسمى bee-defensin "مدافع النحل" وتأتي في شكلين (مدافع النحل 1 و مدافع النحل 2)، وهي جزء طبيعي من الجهاز المناعي لخلايا النحل. ولذلك، يمثل مركب الببتيد أحد العوامل المضادة للبكتيريا الشهيرة حيث يساعد تناوله على تعزيز كل من الجهاز الهضمي والمناعي.
كما تحتوي المركبات الأخرى الموجودة في العسل الخام على عدد من متعدد الفينول، مثل حمض الكافئيك والكاتيشين والتي يوجد أيضاً في الشاي الأخضر، والتي تعزز من الخصائص المضادة للأكسدة داخل الجسم وتحمي بدورها الجسم من الضرر التأكسدي.
كما يحتوي العسل الخام أيضاً على الأحماض العطرية والأليفاتية التي تساعد في تكوين نكهة للعسل.
يُستخرج هذا العسل الرائع من شجيرات المانوكا أو نبات الليبتوسبيرمام، الذي ينتمي إلى عائلة شجرة الشاي. وتشتهر نيوزيلندا بإنتاجها لعسل المانوكا، إلا أن أستراليا تنتج هذا النوع من العسل أيضاً. ولهذا السبب شهدت الشهور الأخيرة أخبار كثيرة حول تنافس الدولتين، حيث تحتكر نيوزيلندا العلامة التجارية لعسل المانوكا. يمكنك قراءة المزيد حول هذا الموضوع في منشوراتي السابقة من خلال بالفعل يستحق التذوق، ولكن هل ما تشتريه من عسل المانوكا هو العسل الأصلي؟
اكتشف الباحثون في جامعة وايكاتو بنيوزيلندا عام 1981 أن عسل المانوكا يحتوي على عدد كبير من الإنزيمات مقارنة بأنواع العسل الخام العادية، حيث يمده مركب حمض الدوكوساهكساينويك بخصائص علاجية إضافية مضادة للبكتريا. ويتغذى النحل على نباتات المانوكا للحصول على الرحيق المحمل بحمض الدوكوساهكساينويك حيث ينقله إلى الخلية وعند إخراجه يتحول إلى حمض الميثيلجليوكسال. كما تحتوي جميع أنواع العسل الطبيعية على إنزيم بيروكسيد الهيدروجين الذي يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا. كما أن بعض سلالات المانوكا غنية بشكل خاص ببيروكسيد الهيدروجين والميثيلجليوكسال وثنائي هيدروكسي الأسيتون.
وتتميز أنواع العسل الخام عالية الجودة بفوائد طبية مشابهة للمانوكا، إلا أن ما يميز عسل المانوكا عن غيره هو احتوائه على تركيز عالي من حمض الميثيلجليوكسال.
ويتميز حمض الميثيلجليوكسال بحرارته المستقرة ولذلك على الرغم من أن عملية المعالجة بالحرارة قد تضر بالمركبات الحيوية النشطة الأخرى، إلا أن هذا الحمض لن يتأثر وسيظهر في المنتج النهائي. ولهذا، ليس من الضروري دائماً الحصول على عسل المانوكا في حالته الخام.
ورغم ذلك، لا تتأثر المركبات الطبيعية الموجودة في عسل المانوكا، بجانب حمض الميثيلجليوكسال، بشكل متساوي عند تعرض العسل للحرارة أو الضوء والتي قد تتسبب في قلة الخصائص المضادة للبكتيريا التي يتميز بها عسل المانوكا. وكلما تمت معالجة العسل بالحرارة قبل بيعه وتخزينه في جرات زجاجية نظيفة، كلما أصبح العديد من هذه المركبات عديمة الفائدة. كما يعد عامل مانوكا الفريد معياراً عالمياً في تحديد وقياس مدى فعالية عسل المانوكا المضادة للبكتيريا والتي تزيد عن 10 مما يجعله مميزاً في العناية بالجروح وعلاج مشاكل المعدة الخطيرة.
وبعد مقابلتي مع مربي النحل ومنتجي العسل في نيوزيلندا وأستراليا، يتجلى الدرس الأساسي الذي تعلمته في أن العسل الخام بجميع أنواعه مفيد لنا، فضلاً عن أهمية وجود العسل الخام في خزانة الأدوية الخاصة بك، إلا أن عسل المانوكا والعسل ذو الخواص الطبية العالية هما الأفضل في العناية بالجروح والقضاء على الجراثيم. كما أظهرت بعض الدراسات قدرة مركب الميثيلجليوكسال الموجود في عسل المانوكا على تثبيط عدد من أنواع البكتيريا المسببة للأمراض مثل بكتريا الإشريكية القولونية وبكتيريا المكورات العنقودية. كما يمثل العسل عالي الجودة بديلاً طبيعياً للأشخاص الذين يفرطون في تناول المضادات الحيوية.
ولا يتعلق الأمر باختيار نوع العسل الأفضل، بل باختيار النوع الذي يتوافق مع احتياجاتك ومتطلباتك. وهناك الكثير من أنواع العسل الخام التي يمكنك الاختيار من بينها، ولكن من المهم معرفة أن معظم أنواع العسل التجاري يتم معالجتها بالبسترة أو الحرارة مما يفقدها خصائص العسل الخام. وفي بعض الأحيان، يضاف إليه السكر أو يتم خلطه مع أنواع أخرى من العسل الرخيص. وبالتالي، عليك قراءة الملصقات الموجودة على المنتج بحذر. وإذا كنت تبحث عن علاج للحروق، أو الجروح، أو حب الشباب، فعليك بعسل المانوكا. ولا يكمن السبب الرئيسي وراء اختياري لعسل المانوكا في مذاقه الرائع، ولكن يمكنك تجربة أنواع العسل الأخرى لترى بنفسك، بل يكمن السبب الحقيقي في فوائده الصحية الكبيرة. علاوة على ذك، يتميز كل من عسل السدر وعسل المن من بلقيس بالمذاق الرائع، فضلاً عن خصائصهما الطبية الهائلة... إليكم عسل مانوكا الملكي من بلقيس.
إذا كنت ترغب في تناول العسل كمكمل غذائي للتمتع بصحة جيدة، عليك استشارة الطبيب أولاً إذا كنت تعاني من أي أعراض أو حالات خاصة. فكل ما سبق بمثابة دليل للاسترشاد ولتوضيح أن هناك الكثير لتتعلمه عن هذا المنتج الطبيعي، فضلاً عن البحث الدائم عن مصدر ما تتناوله لتتأكد أنك تحصل على ما دفعت مقابله.
واشترك للحصول على العروض والوصفات الحصرية وأحدث الأخبار عن العسل الخام.