التعرف على أنواع العسل المغشوش. لماذا يختلف العسل عن بعضه البعض؟
يعتقد الكثيرون أنه لا فرق بين نوع عسل وأخر باعتباره منتجاً طبيعياً من النحل ويجمعه مربو النحل ومن ثم تتم تعبئته، ولكن الحقيقة على خلاف ذلك. فصناعة العسل مليئة بالخداع والغش. ولسوء الحظ، لا تتوفر معلومات أو إرشادات كافية لتحذير العملاء من شراء منتج يختلف تماماً عما يتوقعون، ومن المؤسف يقومون بشرائه وتناوله وهم يجهلون حقيقته.
وهذا ما قاله لاري أولمستيد عن العسل في كتابه "الطعام الطبيعي والطعام المغشوش":
غالباً يتم غش الأطعمة التي لا يمكن تمييزها بمجرد النظر، ويعد العسل من ضمن هذه الأطعمة. وفضلاً عن ذلك، هناك العديد من الأمور الأخرى التي تشوب عملية شراء العسل ما بين انتشار الغش من جهة وقلة الجهات التنظيمية من جهة أخرى. وبالنسبة لغير المحترفين، ورغم معرفتنا يقيناً بوجود الكثير من العسل المغشوش، إلا أنه لا يوجد إجماع حول طبيعة العسل الحقيقي ....
إن تعريفي للعسل واضح وجلي: النحل ينتج العسل فلا تعبث أنت به أيها الإنسان. وبعيداً عن وسائل التصفية البسيطة لإزالة أي شوائب عالقة، نقوم بتعبئة العسل وتقديمه للعملاء في حالته الخام ... دون أي تدخل.
وذكر أولمستيد أيضاً:
يعتبر الاتحاد الأمريكي لتربية النحل مجموعة صناعية تمثل منتجي الولايات المتحدة من العسل غير المصفى. وقد قدم هؤلاء المنتجين للاتحاد التماساً لإدارة الغذاء والدواء لوضع "معيار الهوية" للعسل (كتعريف أساسي مفصل لتحديد المعايير القانونية). وعلى غرار الدعوات المماثلة لمعيار زيت الزيتون، رفضت إدارة الغذاء والدواء هذا الالتماس. ورغم أنه قيل أن الاتحاد قد شاركهم "المخاوف بشأن العسل المغشوش غير الأصلي"، اكتفى الاتحاد باختيار المعنى الحرفي الوارد في قاموس وبستر كتعريف ملائم جاء فيه: "شراب كثيف حلو ينتجه النحل كطعام من رحيق الأزهار يخزن في أقراص العسل.
وتكمن مشكله هذا التعريف في عدم تعيينه حالة العسل، فهو يصف المذاق والنكهة فقط، وليس طريقة الحصول على هذا الغذاء المثالي. وينطبق هذا الوصف على العسل الخام المُصفى، ولكن هل يعني قولنا بأنه حُلو إمكانية إضافة السكر إليه؟ وهل يعني قولنا بأنه سائل أنه يمكن تعقيمه؟ فهذا يحول المنتج الطبيعي إلى شيء آخر تماماً.
لذلك، أرى أن التعريف المثالي للعسل يجب أن يشمل مصدره وكيفية إنتاجه.
يساهم المقال في رفع الوعي بأهمية العسل كغذاء أساسي، وبعمليات الغش التي تجري في مظهره الخارجي. وبما أن العسل سلعة، فمن المتوقع تعرضه للاستغلال، حيث تفنن البعض كثيراً في عمليات غش العسل.
وتجدر الإشارة إلى أن عمليات مراقبة وبيع العسل ليست منظمة بما يكفي، فلا تتفاعل الجهات المسؤولة إلا عند رفع الشكاوى.
من أجل زيادة كمية العسل، يقوم بعض مربي النحل بإطعام النحل ماء السكر بدلاً من ترك بعض انتاج النحل لتتغذى عليه. وفي الماضي، لم يجني مربو النحل العسل بأكمله من الخلايا، وكانوا يتركون جزءاً منه للنحل ليتغذى عليه في فصل الشتاء الذي لا تتوفر في خلاله البراعم والأزهار، وهو أمر أتفق معه تماماً. كما يؤثر الماء المخلوط بالسكر على جودة العسل. فأنا أؤمن بشدة بضرورة الحفاظ على طبيعة هذا المنتج الرائع قدر الإمكان مع الحد الأدنى من التدخل البشري. ويتسبب إنتاج كميات هائلة من العسل واستهلاكها في زيادة العبء مما يؤدي بدوره إلى التأثير على درجة نقاء العسل.
عسل المانوكا المغشوش
نقلاً عن مقال نشرته صحيفة الإندبندنت عام 2014، أفادت جمعية مانوكا الرائدة في نيوزيلاندا بأن 1800 طن من العسل يستهلك سنوياً في المملكة المتحدة من أصل حوالي 10000 طن عالمياً. ورغم ذلك، يبلغ إجمالي إنتاج عسل المانوكا الأصلي 1700 طن فقط، أو يعادل ما يزيد عن ثلاثة ملايين جرة صغيرة. فإذا لم تتمكن بريطانيا من تأمين هذا الأمر، فسيكون هناك العديد من عسل المانوكا المغشوش على رفوف المتاجر في المملكة المتحدة.
كيف تكتشف العسل المغشوش
إليك نصيحتان:
- يتميز عسل الأكاسيا بأنه أكثر سيولة فضلاً عن طبيعته النقية والشفافة. وعند تكوين العسل لبلورات، فاعلم بأنه قد تعرض للغش؛ وغالباً ما يكون بإضافة السكر.
- يبدأ عسل المانوكا الطبيعي بالتبلور عند تخزينه لفترة. في حالة ما إذا ظل سائلاً، فهناك مشكلة. فقد يعني هذا أنه مخلوط بالمنّ مثلاً.
كيف تعرف أن العسل الذي تشتريه أصلياً؟ سنتناول في مقالات أخرى هنا ما ينبغي التركيز عليه، بالإضافة إلى قراءة الملصقات وفهم طبيعة العسل الذي ستتناوله ومن أين تم التحصل عليه.
هل لديك أي سؤال؟ هل تود مشاركة بعض أفكارك أو تجاربك مع العسل وشرائه وتذوقه والاستمتاع به؟ تابعنا وسنعود.
