حقائق مذهلة عن نحل العسل الغربي

bees on a honeycomb

ستشعر عندما تفتح جرة من العسل الخام وكأنما تلقيت هدية من الطبيعة، خاصةً عندما تعرف تلك القصة المثيرة وراء كيفية إنتاج النحل لهذا العسل حتى يأخذ هذا الاسم اللاتينيApis Mellifera . يعد العسل الغذاء الوحيد الذي تنتجه حشرة ويستهلكه الإنسان، حيث تنتج النحلة العاملة نحو 1/12 ملعقة عسل صغيرة طوال دورة حياتها.

والموطن الأصلي لنحل العسل الغربي هو أوروبا وغرب آسيا وأفريقيا. وقد نُقل في وقت لاحق إلى بقية القارات مثل أستراليا وأمريكا الشمالية في القرن 17، وينتشر حالياً في كافة أقطار الأرض. ويتوفر في الوقت الحالي 26 نوعاً يعمل على تلقيح محاصيل زراعية وتجارية بمليارات الدولارات سنوياً حول العالم.

النحل في الأساطير القديمة

اعتقد الإغريق والرومان كما ورد في الأساطير القديمة أن النحل كان خادماً للآلهة.

وفي مصر القديمة، كان هناك اعتقاد بأن إله الشمس "رع" هو من أوجد نحل العسل من دموعه التي بعدما لامست الأرض تحولت إلى نحل يحمل رسائل من السماء على نحو اعتقادهم.

وقد التمس الإغريق التوجيه من الآلهة وخاصة كهنة معبد دلفي، الذي يُقال أن النحل هو من أنشأ ذلك المعبد بالكامل؛ حيث كانت هناك قطعة حجرية منحوتة على شكل خلية نحل ومزينة بأشكال تشبه النحل ويُطلق عليها اسم "أومفالوس"، وقد اعتقدوا قديماً بأنها مصدر الحكمة. وقد اُطلق على بيثيا، كبيرة كهنة دلفي، اسم "نحلة دلفي". كما كان يُطلق على كاهنات الإغريق اسم ملكات النحل.

كيف ينتج النحل العسل

يتغذى النحل على حبوب اللقاح والرحيق الذي يجمعه من الأزهار، ويتحول هذا الغذاء بعد ذلك إلى عسل (وهو الرحيق المكثف المخزّن). تستخدم النحلة لسانها لامتصاص الرحيق وتخزينه في الجزء الأمامي من الجهاز الهضمي والذي يعرف باسم الحوصلة. تجمع النحلة حبوب اللقاح من خلال استخراجه من الأجسام والأرجل الخلفية ووضعه في أوعية خاصة تعرف باسم سلة اللقاح

يذهب النحل للبحث عن الرحيق طوال فترة النهار ولكنه لا يحب العمل في درجات الحرارة الشديدة، أو الأمطار الغزيرة أو الرياح العاتية. ويعمل النحل بشكل أفضل حينما يكون الطقس دافئاً وهادئاً حيث يجمع كمية أكبر من حبوب اللقاح حتى لو كان الجو غائماً. إذا بحثت عنه فستجده يتجمع حول الأزهار والأشجار والشجيرات في سعادة وهو يؤدي عمله.

وعندما تعود النحلة من رحلة البحث عن الطعام إلى الخلية، تبدأ في نقل الرحيق إلى صغار الشغالات الذين يطعمون بدورهم بقية أفراد الخلية أو يحولونه إلى عسل لتخزينه على المدى الطويل. وتتم هذه العملية من خلال إضافة الإنزيمات إلى العسل الذي يتم تخزينه في نخاريب مفتوحة مع تغطيته بالشمع.

مستعمرة النحل/strong>

تضم كل مستعمرة من مستعمرات النحل ملكة واحدة ومئات الذكور بالإضافة إلى الشغالات اللاتي يبلغ عددهن من 20000 إلى 80000 شغالة تبعاً للتغييرات الموسمية. وتحتوي كل مستعمرة للنحل على بيض ويرقات وشرانق. وتصل المستعمرة إلى ذروتها في العمل والنشاط خلال فصل الصيف عندما تذهب الشغالات للبحث عن الرحيق وتخزين العسل للشتاء عن طريق بناء الخلايا. وتقل هذه الأعداد خلال الفصول الباردة.

تؤدي كل مجموعة من النحل مهمة معينة داخل المستعمرة وتعتمد على ذلك في البقاء على قيد الحياة. فمثلاً، تتميز الملكات بالقوة داخل مجتمع النحل، وهن غير قادرات على بناء مستعمرات جديدة دون مساعدة الذكور في التخصيب والشغالات في توفير الغذاء والشمع لبناء الخلية. يمر كل أفراد المستعمرة بعملية تحول كليّ بدءاً من الخروج من البيضة ثم اليرقة فالشرنقة وحتى تمام البلوغ ليصبحوا قادرين على أداء مهامهم الخاصة في المستعمرة.

أدوار نحل العسل في المستعمرة

الملكات

تعد الملكة العضو الوحيد في المستعمرة القادر على تخصيب البيض بالإضافة إلى دورها الفعال في إنشاء مستعمرة نحل قوية، كما أنها قادرة على إنتاج ما يقارب 2000 بيضة في اليوم الواحد. يمكن للملكة أن تعيش حتى خمس سنوات لكنها في الغالب تستمر في إنتاج البيض من سنتين إلى ثلاث سنوات.

الشغالات

تتكون مجموعة الشغالات بأكملها من الإناث، لكنها غير قادرة على تخصيب البيض. تؤدي الشغالات دوراً مهماً في مستعمرات النحل حيث يذهبن للبحث عن الرحيق وحبوب اللقاح بالإضافة إلى خدمة الملكة والذكور وإطعام اليرقات وتهوية الخلية والدفاع عن العش وأداء المهام الأخرى للحفاظ على بقاء المستعمرة. ويبلغ متوسط عمر النحلة الشغالة حوالي ستة أسابيع.

الذكور

يؤدي الذكور مهمة واحدة في الخلية ألا وهي تلقيح الملكات الجدد. يتزاوج الذكور في الهواء الطلق ثم ينفقون بعد فترة قصيرة من التزاوج.

أسراب النحل

يمثل تجمع نحل العسل جزءاً أساسياً من المستعمرة النامية، ويحدث هذا عندما تمتلئ الخلية عن آخرها. تترك الملكة القديمة الخلية ومعها حوالي نصف عدد الشغالات، ثم تبقى الملكة الجديدة في الخلية القديمة مع بقية الشغالات. تطير أسراب النحل مؤقتاً ثم تعود لتتجمع على الشجيرات وفروع الأشجار لحين تحديد النحلة المستطلعة لموقع آخر. إذا كان لديك سرب من النحل في حديقتك، فبإمكانك التواصل مع مربي النحل في منطقتك لنقله.

الإشارات الكيميائية ومهارات التواصل

تنجذب تلك الكائنات الصغيرة الذكية نحو الروائح والنكهات. ويحدث التواصل فيما بينها عن طريق إشارات كيميائية تعبر عن صحة الملكة وحالة المستعمرة. تتميز كل خلية بإشارات كيميائية خاصة بها يستخدمها أفرادها للتعرف على بعضهم البعض وضبط النحل الدخيل من المستعمرات الأخرى. وعندما تقوم الشغالة بلدغ النحلة الدخيلة، يتم إفراز الفيرمون لتنبيه بقية النحل إلى ضبط وتحديد مكانها.

حقائق طريفة عن نحل العسل

  • يخفق جناح النحلة بمعدل 200 خفقة في الدقيقة
  • يمكن للنحل الطيران حتى 15 ميل/ ساعة.
  • يمكن لخلية النحل الواحدة إنتاج حوالي 100 رطل أو ما يعادل 45 كجم من العسل سنوياً
  • يمكن للنحل تحديد الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية خارج الطيف المرئي.
  • هناك طريقة للتواصل بين النحل تعرف بطريقة "الرقص" كما يطلق عليها كذلك اسم الرقص الدائري أو الاهتزازي، وعن طريقه تتواصل النحلة مع بقية أفراد الخلية لاطلاعهم على مواقع جمع الغذاء والمياه.
  • يعمل نحل العسل على تنظيم البيئة من خلال الحفاظ على درجة حرارة عش الحضنة عبر آليات التسخين والتبريد على درجة حرارة 32 و 35 درجة مئوية والتي تطورها الحضنة تلقائياً. .

يمكننا تعلم الكثير من نحل العسل وإدراك قيمته عندما نفتح جرة العسل ونتذوق المنتج النهائي اللذيذ من العسل الخام.

منشورات مماثلة قد تهمك:

Riath