زعاف النحل وتجارب غير سارة

أصبح السعي وراء العلاجات الطبيعية التي يرجع تاريخها إلى قرون مضت أمراً شائعاً هذه الأيام. فإذا كان ذلك مناسباً للفنانة جوينيث بالترو التي تم حقنها بسم العسل، ومصممة الأزياء فيكتوريا بيكهام التي تشيد بأهمية حبوب لقاح النحل، فهو مناسب أيضاً لك ولي. تداولت الصحافة مؤخراً تصريحات الفنان جيرارد بتلر أثناء محادثة خاصة مع برنامج تلفزيوني في المملكة المتحدة كشف فيها عن تعرضه لصدمة حساسية قوية بعد حقنه بزعاف ثلاث وعشرين نحلة والتي سمع أنه يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات. لا أعرف لماذا 23 نحلة بالتحديد (ليست عشرون أو خمس وعشرون)؟ ويحمل هذا العدد على وجه التحديد والذي يبدو قليلاً كمية سم كبيرة. دعونا لا نركز على صدمة الحساسية التي تعد أمراً خطيراً حقاً وفي حال كان يعاني الشخص من حساسية ما فسيصبح الأمر في غاية الخطورة ومن الممكن أن يسبب الوفاة. في الحقيقة بدا لي قرار السيد بتلر بعد مغادرة المشفى بإعادة الكرة مرة أخرى لتخفيف آلام العضلات تصرفاً طائشاً. فمن المفترض أن سم النحل يحتوى على خصائص علاجية مذهلة بعد اللدغة الأولى لكنني لا أفضل هذه الطريقة.

بحسب موقع Live Science الإلكتروني

وفقاً لما ذكرته الجمعية الأمريكية للعلاج بمنتجات النحل، يرجع تاريخ العلاج بسم النحل - الذي يتم باللدغ المباشر أو بالحقن- إلى العصور اليونانية القديمة عندما توصل أبقراط إلى أهمية سم النحل الطبية في علاج التهاب المفاصل ومشاكل المفاصل الأخرى. تشير كلمة منتجات النحل إلي جميع العلاجات الطبية ذات الصلة التي تعتمد على منتجات النحل ومنها سم النحل أو العسل أو حبوب لقاح النحل.)

إنني مقتنع اقتناعاً تاماً بفعّالية العلاج بمنتجات النحل. ففي حال كنت أعاني من ألم أو التهاب ما فسأعرض نفسي إلى الدغ المباشر لكن لن أسمح لأي شخص بإعطائي جرعة تعادل لدغ 23 نحلة مجتمعة.

أعتقد أن سم النحل أحد الأشياء التي تحتاج إلى عملية تدريجية على مراحل وبجرعات قليلة.

كما أعتقد أنه من الجيد البحث عن الشفاء في أسرار الطبيعة والعلاجات القديمة ولكنني لست متأكداً من صحة العلاجات الطبية التي ذكرها موقع Live Science.

علاج الجروح باليرقات

صرح د.رونالد شيرمان طبيب الباطنة ومدير شركة بيو ثيرابيوتيكس للأدوية والمنتجات الطبية ومؤسسة البحث والتعليم في إرفاين بكاليفورنيا أن العلاج باليرقات مقارنةً بالعلاجات الأخرى يعد جديداً نوعاً ما حيث بدأ استخدامه منذ حوالي 100 عام فقط.

يتم العلاج بوضع "الذباب" الحي أو يرقاته على الجرح. وقد كان الجرّاحون العسكريون أول من لاحظ فعّالية اليرقات حيث وجدوا أن جروح المصابين من الجنود في ساحة القتال تُشفى سريعاً عندما كان الذباب يضع بيضه عليها.

وفي عام 2004، أصدرت إدارة الغذاء والدواء تصريحاً رسمياً بصلاحية استخدام اليرقات كعلاج طبي للجروح التي تلتئم ببطء مثل قرح القدم السكري وقُرَح الفراش. كما يمكن استخدامها لعلاج قرحة الساق المزمنة وجروح ما بعد الجراحة والحروق الخطيرة.

كما أضاف د. شيرمان أنه تم التوقف عن استخدام العلاج باليرقات في خمسينيات القرن العشرين بسبب انتشار المضادات الحيوية ثم أعيد استخدامها مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين بعد ارتفاع معدل مقاومة مضادات الميكروبات وانتشار الجروح التي يصعب علاجها.

وقد صرح د.شيرمان لموقع Live Science أن "اليرقات تفيد بشكل كبير في التخلص من تعفن جسد المصاب" ولكن يواجه هذا النوع من العلاج عقبة واحدة وهي عامل شعور المصاب "بالاشمئزاز".

وأضاف شيرمان: "يشبه مجتمعنا اليرقات بشبح الموت وفضلات الكلاب والقمامة كريهة الرائحة".

نصيحتي لك، لا تحاول القيام بذلك في المنزل.

إذا بحثت في العديد من منتجات مستحضرات التجميل والعلاجات الطبية ستجد أنها تحتوي على مكونات طبيعية مثل هذا المنتج من نيوزيلندا

اذاً، ماذا تعتقد؟ يدعي البعض أن هذا يضر بالطبيعة بينما يشيد البعض الآخر بأهمية العلاجات الطبيعية. أعتقد على حد علمي أنه من الأفضل لنا الاستفادة مع الطبيعة واحترام ما توصلنا إليه في القرون السابقة.

Riath