تربية النحل في الفناء الخلفي في كيب الغربية

كنت على تواصل مع مربي النحل المحليين بمدينة كيب الغربية في جنوب أفريقيا ومع بيتر من شركة إيه ون هوني الذي يمتلك ثلاثين عاماً من الخبرة في مجال تربية النحل كجزء من تقاليد عائلته. وقد عاد بيتر إلى مجال تربية النحل بعد تقاعده من وحدة الاستخبارات الخاصة في كيب تاون. ويجني بيتر حوالي أربعة أطنان من العسل في العام من نوعية الكالبتوس الخام والفينوس أو متعدد الزهور. وقد بدأ بتير مشروعه الصغير في الفناء الخلفي لمنزله. ويمتلك الآن أعداداً متزايدة من خلايا النحل التي تنتج أربعة أطنان من العسل سنوياً وتقع داخل مزرعة على بعد 20 كيلو متر من منزله.

هل توارثت مهنة تربية النحل؟

لقد عملت عائلتي في هذا المجال. فكان جدي صياداً وكان يحضر العسل البري معه عند عودته من رحلاته. كما كان يقايض الشمع بالملح أو البضائع الأخرى التي تباع في المتجر المحلي. وفي خمسينيات القرن العشرين، اشتهرت أمي بلقب "امرأة العسل" في نادي البولينغ الخاص بها في كيب الغربية لأنها كانت تبيع الفائض من العسل للأصدقاء والجيران بتكلفة 25 سنت لكل 500 جرام. وقد أصبح الآن ثمنه 55 راند. وتوفت أمي عن عمر يناهز 94. كما تأثرت بوالدي أيضاً. فأصبحت الآن لا أفضل سوى الجلوس في المزرعة للاسترخاء والاستمتاع بهدوء الطبيعة حيث أعود إلى ذكرياتي مع والدي الذي علمني كيفية تربية النحل وأعطاني دروساً في الحياة أثناء احتساء القهوة وتناول الطعام؛ لا زلت افتقده حتى هذه اللحظة.

الطريقة

يتم جني العسل من خلايا الشمع في المزرعة بعد فتحها باستخدام شوكة. وهذه طريقة بيتر الخاصة. فكل واحد من مربي النحل طريقته الخاصة في جني العسل

بيتر بجوار الإطارات التي أحضرها من المناحل

صورة مقربة لإطار يحتوي على العسل والشمع العالق بلوح الشمع.

لوح الشمع حيث يتم إعادة استخدام الشمع كمنتج ثانوي في بناء خلايا نحل جديدة

فصل العسل عن الشمع

بعد استخدام الشوكة لفتح الخلايا المقفولة، يضع بيتر الإطارات في آلة فرز العسل المركزية التي تشبه الوعاء الأسطواني والتي تستوعب 32 إطاراً وتبدأ العمل ببطيء وتزيد من سرعتها فيما بعد، حيث تقوم بضخ العسل بقوة فيسيل على جوانب الآلة الداخلية وينزل عبر أنبوب إلى الوعاء. ويتم بعد ذلك نقل العسل والشمع إلى حاوية أخرى. ولأن العسل أثقل من الشمع، يطفو العسل الصافي على الوجه ويصبح جاهزاً للتعبئة في العبوات.

عسل شهي صافي بعد فصله عن الشمع

يُستخدم الشمع كمنتج ثانوي ويتم تنظيفه عن طريق وضعه في الشمس وإرساله إلى المصنع لاستخدامه في صناعة الشمع وغيره من المنتجات الأخرى. وفيما يتعلق بمتابعة عملية تربية النحل، يُعاد الشمع إلى المناحل ويتم إعادة استخدامه لبناء خلايا جديدة أو يوضع في الإطارات ليستخدمها النحل في تخزين العسل. عند ازدهار شجر الأوكالبتوس في فصل الصيف، تستغرق النحلة حوالي 17 يوماً لمليء صندوق واحد بينما يعمل بيتر على صندوقين في كل خلية.

منطقة الصيانة في الفناء الخلفي لمنزل بيتر

بيتر يقوم بتنظيف الصناديق

الانتهاء من صناعة الشمع الرائع

كيف يتم مقاومة الأمراض؟

يعد مرض الفيرولا الأمريكي الذي يصيب مستعمرات النحل من أكبر المخاوف التي تهدد مصدر رزق كثير من مربي النحل. ففي جنوب أفريقيا، ساعد حظر استخدام المضادات الحيوية على جذب المستهلكين نظراً لأن هذا الإجراء يحافظ على نقاء العسل، ويعني ذلك تكثيف عملية التنظيف للمزارع والصناديق بعد عملية جني العسل. وقد أوضح بيتر كيفية تنظيف الإطارات تحت درجة حرارة 160 لمدة 10 دقائق في الشمع وذلك لقتل أي جراثيم أو آثار للمرض قبل إعادتها إلى الخلية مرة أخرى. كما يمكن إرسال الصناديق إلى شركة هيبرو لتعريضها للإشعاع كطريقة وقائية من المرض.

الإطارات الجاهزة لعملية التنظيف

يقوم بيتر بتلوين الإطارات الخاصة به لمعرفة وقت وضع الصناديق في خلايا النحل ووقت جني العسل

الدرس المستفاد

لا تتوانى في عمل كل ما يحب عليك عمله وإلا انقلب الأمر عليك رأساً على عقب.

كيف تفضل تناول العسل؟

أفضل تناول العسل من الجرة مباشرة! كما أحب إضافة العسل إلى سمك السلمون المرقط المشوي اللذيذ. تستخدم زوجتي العسل دوماً في صنع المخبوزات. أما أنا فلا أستطيع أن أتمالك نفسي أمام التوت الأزرق الطازج لذا أحب إضافته إلى الزبادي مع القليل من العسل. ويعد ذلك مثالياً للغاية.

بيتر يهدي قرص عسل إلى سوزان رادفورد أثناء تسجيل لقاء عن مستكشفي العسل

جرات جاهزة للتعبئة

جرات جاهزة للتوزيع

Riath